-->

هل يشعر الميت ويفرح بمن يزوره في أول أيام العيد؟

 



اعتاد العديد من المسلمين على زيارة القبور في أول أيام عيد الفطر المبارك؛ إذ يعتبر البعض أن المتوفى يشعر بمن يزوره، والآخر يعتقد أن هذه الأقاويل ما هي إلا خرافات موروثة عن الأجيال القديمة.

الإفتاء: الميت يشعر بمن يزوره ويسلم عليه

وتلقت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، سؤلا من أحد المتابعين، كان مضمونه: «ما حكم زيارة الموتى، وهل يشعر الميت بمن يسلم عليه؟»، وردت الدار عبر موقعها الرسمي قائلة: إن الميت يشعر بمن يزوره ويسلم عليه، ويرد عليه السلام، ويأنس لذلك ويفرح به.

واستدلت «الإفتاء» على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم صحابته إذا خرجوا إلى المقابر، أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية»، أخرجه مسلم في صحيحه.

وأوردت الدار حديثا عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال: «ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا، فيسلم عليه، إلا عرفه ورد عليه» أخرجه تمام في «فوائده»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد».

الإفتاء: يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها

وأكدت دار الإفتاء في فتواها عن زيارة الموتى، أنه صح عن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم: أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: «يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا»، فقال له عمر رضى الله عنه: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وآلة وسلم: «والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابا» أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما بألفاظ مختلفة.

وشددت الدار عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، على أنه يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، كما أن المتوفي يعرف من يزوره ويرد عليه السلام، وقال الإمام النووي في كتابه «المجموع شرح المهذب»: قال أصحابنا رحمهم الله: ويستحب للزائر أن يدنو من قبر المزور بقدر ما كان يدنو من صاحبه لو كان حيا وزاره.

ولفتت «الإفتاء» إلى أن الإمام ابن القيم قال في الروح: «وقد شرع النبي صلى الله عليه وآلة وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين)، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به».

الغزالي: الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره

واختتمت دار الإفتاء فتواها، قائلة: إن الموت في الدنيا ليس معناه فناء المسلم تماما، أو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له عزو جل، وإنما روح الإنسان تخرج لتعيش في عالم آخر؛ إذ أن خروج الروح من الجسد صعب للغاية، والموت هو مفارقة الروح للجسد لقول الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين»: «ومعنى مفارقتها للجسد: أي انقطاع تصرفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها، وبناء على ما سبق، فإن الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره، ويرد عليه السلام».

التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

اسرار ومعلومات وحقائق

2016